بعد ان تساقطت الامطار الغزيره
وأصبح الجو هادئ بارد،،،،، جلست مع أبي عند باحة بيتنا نشاهد السماء وقطرات المطر اللطيفة تداعب وجوهنا ،،،، فنظرت الى ابي وهو يبتسم فشدتني تلك ملامح السعيده ملامح الكبر على وجهه وأعجبتني
وبدأت أتخيل في شبابه، كيف كان
فقبل اربعين سنه ،لم اكن شيئا ولكن أبي ذلك الشيخ الذي يحمل أعباء السنين ، هزه الشوق وأضناه الحنين عندما قلت له:
يا أبي ، أروِ لي بعض الحكايا
عن عهود رقــــــــدت خلف الزوايا
أرو لي قصة أيام قديمه
طالما مجدت فيها
وترحمت على ذكرى لياليها السعيده..
(إستوى أبي على مقعده
وبدا في عينيه طيف ابتسامه)
ثم قال:
يا ابنتي ،،
هذه الدنيا دروب
أسعد الناس بها احظاهم أهل القلوب
قبل اربعين سنه ،
ربما كانت ليالينا ضنينه
ربما كانت حزينه،
غير اني عندما تأخذني الذكرى لايام الشباب
لم يعد يخطر في بالي العذاب !
آه كم كانت جميله ...
قطرات الحب والدنيا بخيله
أنا قاسيت من الدنيا طويلا ،
وتألمت كثيرا ، وتنهدت قليلا
غير اني بعد كل الذكريات
بعد طول الخوض في بحر الحياة
لم اعد اذكر شيئا ،
لم اعد اذكر من ذلك الا..... القطرات
يا ابنتي ،،
انتي إن قدر لكِ ان تحي طويلا في سلام
ستري عمركِ يجري
كل عام اثر عام،
ثم تصحي بعد اربعين سنه
لتري الدنيا سوى الدنيا القديمة
غير انه لابد من كأس الهزيمة
عندها تأوي الي دنيا صغيرة
قانعةً بالذكريات ،،،
وداعيةً ياربي كم كانت قصيرة كل تلك السنوات
ربي كم كانت قصيرة!